حدثت في العقود الأخيرة طفرة في التسويق الالكتروني، وظهرت العديد من المفاهيم والنظريات التسويقية الحديثة التي تعمل على تطوير المؤسسات ونجاحها، ومن أهم تلك المفاهيم هو مفهوم التسويق الداخلي.
ساهم مفهوم التسويق الداخلي ونظرياته في تطوير المؤسسات التجارية والخدمية بشكل ملحوظ، فساعدهم على جذب العملاء، وإمداد فريق المبيعات بما يحتاجون إليه من معلومات مثل: مستواهم الوظيفي وبياناتهم وخريطة تجولهم في الموقع، وما هي الصفحات التي تجذبهم أكثر، والعروض التي يختارون تحميلها.. وغيرها من المعلومات التي تساعد الفريق على كسب العملاء وزيادة المبيعات.
التسويق الداخلي أو ما يعرف ايضًا بـالتسويق الوارد هو: استراتيجية تسويقية ممنهجة تصدت لـمشاكل التسويق الالكتروني من خلال الاعتماد على مفهوم الفائدة المتبادلة بين العميل والمؤسسة أو ما يعرف بـ “الحل الأمثل”، ويحدث ذلك من خلال نظريات علمية هدفها تنمية ثقة العميل المستهدف، والحفاظ على ولائه بالإضافة إلى السيطرة على السوق وكسب عملاء جدد من خلال تثقيفهم وكتابة محتوى مناسب لكل مرحلة يمر بها العميل ليأخذ القرار.
يعتمد التسويق الداخلي على 4 مراحل تدعم بعضها وهي:
1. الجذب
مرحلة الجذب هي المرحلة الاولى في منهج التسويق الداخلي، وتعتمد على طرق جذب العملاء المستهدف من خلال محتوى كتابي وبصري تساعده في مواجهة تحدياته بإيجابية، ويحدث ذلك من خلال توظيف الكلمات الدلالية الصحيحة في مدونات تعليمية شيقة، ونشر محتوى بصري ملائم لهذا الجمهور أينما كان.
2. التحويل
تلك المرحلة من المراحل الهامة في نظريات التسويق الداخلي، فبعد جذب العميل بالمحتوى البصري الشيق، يقوم فريق التسويق بوضع الخطط للتواصل مع العميل المحتمل أكثر، وهذا بغرض تحويله من عميل محتمل إلى عميل دائم، ومن ضمن تلك الطرق هي التسويق عبر البريد الالكتروني، تصميم CTA ذكي، وصفحات هبوط، واستمارات تسجيل البيانات وغيرها من أشكال المحتوى.
3. الإغلاق
في تلك المرحلة انت واثق من كسبك للعميل الأنسب لك، وما عليك الآن إلا تحويله إلى مستهلك، ويتم ذلك من خلال استخدام أدوات تسويقية ملهمة كـ البريد الالكتروني والـ Chatbot وبرامج إدارة العلاقات كـ HubSpot.
4. الإبهاج
تلك المرحلة هي أخطر مرحلة، فأنت بها تكسب ولاء العميل الدائم وتحثه ليكون مسوق لك بشكل غير مباشر، وما يعرف "برعاية العملاء". ولا يمكن أن تنجح في ذلك بدون صناعة محتوى مثمر ومواقع مهيئة مع محركات البحث، ومسح ضوئي للبيانات.
على الرغم من أن مفهوم التسويق الداخلي مفهوم متطور في حد ذاته، إلا أنه لم يتوقف يومًا عن التطور والتقدم، فقد تغيرت نظريات بشكل مرن مما ساعد أكثر على تطوير المؤسسات وتحقيق أهدافها، ومن ضمن تلك النظريات التي تغيرت هي مفهوم المخروط التسويقي!
المخروط التسويقي (القُمع التسويقي) يرسم رحلة العميل التي يخوضها منذ جذب انتباهه للمنتج حتى شرائه له. ترسم تلك المراحل في شكل نقاط تنتهي بشراء العميل للمنتج.
بالتأكيد لا، فأنت هدفك الأساسي هو كسب ولاء العملاء، ولأن هذا الهدف أصعب 4 أضعاف من اكتساب عميل جديد، كان يجب أن يتبدل هذا المخروط إلى مفهوم أخر أكثر مرونة ويتكرر فيه الخطوات لكسب ثقة العميل وكسب ولائه، ومن هنا ظهر مفهوم "دولاب الموازنة" أو الـ Flywheel
دولاب الموازنة (Flywheel) هي عملية دائرية التي تعمل على نمو المؤسسة بشكل أسرع، هي تدعم الاستثمار في التسويق إلى العملاء، في وضع العميل في المرتبة الأولى، وابتكار برامج إعداد مبهرة للعملاء الجديد، والاجتهاد في دمج الأنظمة التي تساعدك على خلق قيمة حقيقية لعملائك.
دولاب الموازنة مقسم إلى 3 قطاعات هي: التسويق، المبيعات وخدمة العملاء، بداخلهم 3 مراحل متتالية هم: الجذب، التواصل والابتهاج، كل قطاع مرتبط بالأخر، ولا يمكن تحقيقه بدون المراحل، فتجد قطاع التسويق يستخدم أدوات مرحلة الجذب، والمبيعات تستخدم أدوات مرحلة التواصل، وخدمة العملاء تستخدم أدوات مرحلة الابتهاج.
الوزن:
يصعب توقف دولاب الموازنة (Flywheel ) عن الموازنة كلما كان وزنها ثقيل! ولذلك يجب التركيز على خلق تجربة مميزة لعميلك حتى تحافظ عليه وتكسبه كعميل دائم.
سرعة الدوران:
استخدام الادوات الالكترونية والتسويقية اللازمة لزيادة سرعة الدوران.